حب حتي النهاية
كانا رمزاً للعلاقات المتوترة بين الزوجين ، خلافاتهما كانت حادة ومشاجراتهما كانت صاخبة الكل يعلم أن الزوجة بالغة العصبية شديدة الطموح ، والزوج هادئ الطباع شديد القناعة وكان هذا هو السبب الرئيس لكل خلاف بينهما لأكثر من ثلاثين عاماً هي ترغب أن تكون أفضل من أفضل من تعرفه ... وهو يرغب في أن يكون أفضل من أسوء من يعرفه ... ولعمري فإن البون بين الهدفين شاسع ، والشقة بعيدة للغاية لكن رغم هذا النزاع المستمر الذي تتخلله فترات من استراحة المحاربين ، إلا أن الحياة استمرت بينهما ربما بسبب الأطفال ، وربما بسبب عدم قدرة أي من الطرفين علي وضع نهاية لها وبعد ثلاثين عاماً من الصمود انهار السد الذي هو قدرة الزوج علي تحمل هذه المعارك التي لا تنتهي لكنه لم ينهار ليجرف الزوجة أو الأسرة بل جرفه هو وحده كأنه يصر علي التضحية بنفسه حتي النهاية فلقد أصيب بعدة أمراض في القلب والشرايين في فترة قياسية تعجب لها كل من فحصه من أطباء ولم يكن له علاج سوي إجراء سلسلة من العمليات الجراحية في القلب لكن إصابته القديمة كغالبية المصريين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم جعل من القيام بهذه العمليات المتتابعة محفوفاً بالمخاطر ، وجعل