إلي الأمام يا قيصر
إلي الأمام يا قيصر
كان قياصرة روما يتفننون في الهاء شعوبهم ، وشغلها بما هو تافه ، وتفريغ شحنات الثورة والغضب لديهم ، حتي لا توجه تلك الشحنات نحو القياصرة ذاتهم.
لذا اخترعوا محاربة الأسود ، واقامواالحلبة الشهيرة " الكوليسيوم" التي كانت تحتشد فيها الآلوف المؤلفة لتشاهد المصارعين الأشداء وهم يواجهون الحيوانات المفترسة ، بل ويراهنون بأموالهم علي أن يأكل الأسد المحاربين ، أو ينجح أحدهم في قتل الحيوان المفترس
وبعد مرور مئات السنين لا تزال قياصرة العالم الحديث تتبع نفس الأسلوب ، لكن القيصر ما عاد في روما ، ولم يعد بالضرورة هو قيصر السياسة ، بل الأكيد أنه قيصر الاعلام
الامبراطورية الامريكية صارت خليفة الامبراطورية الرومانية ، والكوليسيوم لم يعد مجرد بناء يحج إليه الناس ، بل صار هو يذهب إليهم
صار التلفزيون هو الكوليسيوم الذي يلهي الشعوب ويتحكم في شحنات الثورة والغضب لديهم
صارت شبكات الانتاج الاعلامي الأمريكية هي قيصر العصر ، الحديث الذي يأمر فيطاع ، ويخشي جانبه من الأمير قبل الفقير
تداخلتني مشاعر كثيرة وانا انجذب إلي الكوليسيوم الحديث ، أردت أن أخوض التجربة وأنسي قليلاً هويتي ، وأنظر ماذا يفعل بهولاء من سكان روما الحديثة؟
أردت أن أجد جواباً علي سؤال مؤرق علي الدوام ؟
لماذا هناك مبرر أخلاقي لدي الغرب لدعم اسرائيل مهما حدث ؟
ولماذا لا يوجد أي مبرر مقابل لمجرد إدانة مجازر ومذابح إسرائيل ؟
هل قيصر العصر الحديث هو السبب ؟
هل حقيقي أن هذا القيصر قد حجب صوتنا ، وأنه قد غسل العقول حتي تنسي انسانيتها اذا ما ذكر اسمنا ؟
هذه مقدمة استعرض بعدها عدداً من بعض البرامج بالغة الشهرة التي تعد أبرز أسلحة قيصر العصر الحديث
لكن دعوني أولاً أتحدث عن أهل روما أنفسهم
ليس أهل روما ، هم من نراهم في الأفلام ، وليسوا من يقاومون الغزو الفضائي ، ولا من يضحون بالغالي والنفيس ويدفعون كل قرش لانقاذ اسرائيل ( كما تقول أسطورة مشروب بيبسي التي ربما اطلقتها كوكا كولا )
انهم بشر مشغولون بحياتهم اليومية ،واقساط السكن ، وفواتير الكهرباء والغاز ، ومواعيد التسليم التي لا تنتهي ، لذا فالجزء المتبقي لديهم لا يكفي للبحث المتعمق ولا التدقيق حول ما وراء الأخبار
فقط ترفيه سطحي ، واستعداد لجولة عمل جديدة
والنتيجة هي إلي الأمام يا قيصر
كل ما يقوله القيصر صواب ، ولا يحتمل النقاش ، حتي لو كان متناقضاً ، أو يركز علي ضعف ذاكرة المتلقي ، فمن لديه وقت ، الوقت من مال وذهب
فقط قلها وسلم نفسك للقيصر
إلي الأمام يا قيصر
كان قياصرة روما يتفننون في الهاء شعوبهم ، وشغلها بما هو تافه ، وتفريغ شحنات الثورة والغضب لديهم ، حتي لا توجه تلك الشحنات نحو القياصرة ذاتهم.
لذا اخترعوا محاربة الأسود ، واقامواالحلبة الشهيرة " الكوليسيوم" التي كانت تحتشد فيها الآلوف المؤلفة لتشاهد المصارعين الأشداء وهم يواجهون الحيوانات المفترسة ، بل ويراهنون بأموالهم علي أن يأكل الأسد المحاربين ، أو ينجح أحدهم في قتل الحيوان المفترس
وبعد مرور مئات السنين لا تزال قياصرة العالم الحديث تتبع نفس الأسلوب ، لكن القيصر ما عاد في روما ، ولم يعد بالضرورة هو قيصر السياسة ، بل الأكيد أنه قيصر الاعلام
الامبراطورية الامريكية صارت خليفة الامبراطورية الرومانية ، والكوليسيوم لم يعد مجرد بناء يحج إليه الناس ، بل صار هو يذهب إليهم
صار التلفزيون هو الكوليسيوم الذي يلهي الشعوب ويتحكم في شحنات الثورة والغضب لديهم
صارت شبكات الانتاج الاعلامي الأمريكية هي قيصر العصر ، الحديث الذي يأمر فيطاع ، ويخشي جانبه من الأمير قبل الفقير
تداخلتني مشاعر كثيرة وانا انجذب إلي الكوليسيوم الحديث ، أردت أن أخوض التجربة وأنسي قليلاً هويتي ، وأنظر ماذا يفعل بهولاء من سكان روما الحديثة؟
أردت أن أجد جواباً علي سؤال مؤرق علي الدوام ؟
لماذا هناك مبرر أخلاقي لدي الغرب لدعم اسرائيل مهما حدث ؟
ولماذا لا يوجد أي مبرر مقابل لمجرد إدانة مجازر ومذابح إسرائيل ؟
هل قيصر العصر الحديث هو السبب ؟
هل حقيقي أن هذا القيصر قد حجب صوتنا ، وأنه قد غسل العقول حتي تنسي انسانيتها اذا ما ذكر اسمنا ؟
هذه مقدمة استعرض بعدها عدداً من بعض البرامج بالغة الشهرة التي تعد أبرز أسلحة قيصر العصر الحديث
لكن دعوني أولاً أتحدث عن أهل روما أنفسهم
ليس أهل روما ، هم من نراهم في الأفلام ، وليسوا من يقاومون الغزو الفضائي ، ولا من يضحون بالغالي والنفيس ويدفعون كل قرش لانقاذ اسرائيل ( كما تقول أسطورة مشروب بيبسي التي ربما اطلقتها كوكا كولا )
انهم بشر مشغولون بحياتهم اليومية ،واقساط السكن ، وفواتير الكهرباء والغاز ، ومواعيد التسليم التي لا تنتهي ، لذا فالجزء المتبقي لديهم لا يكفي للبحث المتعمق ولا التدقيق حول ما وراء الأخبار
فقط ترفيه سطحي ، واستعداد لجولة عمل جديدة
والنتيجة هي إلي الأمام يا قيصر
كل ما يقوله القيصر صواب ، ولا يحتمل النقاش ، حتي لو كان متناقضاً ، أو يركز علي ضعف ذاكرة المتلقي ، فمن لديه وقت ، الوقت من مال وذهب
فقط قلها وسلم نفسك للقيصر
إلي الأمام يا قيصر
