المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٠٩

من لم يرها لم يعرف عز الاسلام

وصف ابن خلدون مدينة القاهرة سنة‏622‏ بالتمام والكمال‏..‏ فقال لا فض فوه ولا انصرف عنه سامعوه‏.‏ـ انتقلت إلي القاهرة أول ذي القعدة سنة‏784‏ هجرية‏,‏ فرأيت حضرة الدنيا وبستان العالم‏.‏إنه يسمي القاهرة حضرة الدنيا وبستان العالم‏... ‏ ثم يستطرد فيقول‏:‏ رأيت حضرة الدنيا وبستان العالم‏,‏ ومعشر الأمم ومدرج الذر من البشر‏,‏ وايوان الإسلام‏,‏ وكرسي الملك تلوح القصور والأواوين في جوها‏,‏ وتزهر الخوانيق والمدارس بآفاقها‏,‏ وتضيء البدور والكواكب من علمائها‏,‏ قد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة ومدفع مياه السماء يسقيهم النهل والعلل سبحه ويجبي إليهم الثمرات والخيرات ‏ومررت في سكة المدينة وهي تخص بزحام المارة‏,‏ وأسواقها تزخر بالنعم‏,‏ ومازلنا نتحدث عن هذا البلد وبعد مداه في العمران واتساع الأحوال‏,‏ وقد اختلفت عبارات من لقيناه من شيوخنا وأصحابنا حاجهم وتاجرهم بالحديث عنه‏.‏ سألت صاحبنا قاضي الجماعة وكبير العلماء بالمغرب فقلت له‏:‏ كيف هذه القاهرة؟ قال‏:‏ من لم يرها لم يعرف عز الإسلام‏ .‏ وسألت شيخنا كبير العلماء عن القاهرة فقال‏:‏ كأنما انطلق أهلها من الحساب‏..‏ يشير بذلك إلي كثرة الأمم وأمنهم من الع

من كل شيطان وهامة

كانت العرب تعتقد في أيام الجاهلية وصدر الاسلام أن روح القتيل تصير طائراً يحوم حول أهله صائحاً " اسقوني" حتي ياخذ بثأره ، وكانت العرب تسمي هذا الطائر الهامة، ربما لاعتقادهم بأنه يخرج من رأس القتيل. كذلك تسميه طائر الصدى، والصدى تعني فضلاً عن رجع الصوت العطش . يقول الدميري في كتاب " حياة الحيوان الكبري" أن الهامة هي ذكر البوم من طيور الليل ويرتبط في بعض الحكايات بالقتيل ولا يقتصر في بعضها الآخر عليهن حيث تزعم العرب أن الانسان اذا مات أو قتل تتصور نفسه في صورة طائر تصرخ علي قبره مستوحشة لجسدها . نقلاً عن رواية أطياف لرضوي عاشور

حجة الحجاج... أحمد بهجت

كان الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية قد أوتي القدرة علي المغالطة‏,‏ وكان قادرا علي أن يسوق مغالطاته بحيث تجيء مستندة إلي الحقائق المقنعة‏.. ‏ يحدثنا التاريخ أن الحجاج قتل الشهيد عبدالله بن الزبير‏,‏ ولم يكد يفعل ذلك حتي ارتجت مكة بالبكاء والعويل وأمر الحجاج بالناس فجمعوا له بالمسجد ثم صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه وقال‏:‏ـ يا أهل مكة بلغني بكاؤكم واستفظاعكم قتل عبدالله بن الزبير‏,‏ إن عبدالله بن الزبير كان من أخيار هذه الأمة حتي رغب في الخلافة ونازع فيها أهلها‏,‏ وخلع طاعة الله واستكن إلي حرم الله‏.‏ولو كان شيئا مانعا من القضاء لمنع آدم حرمة الجنة لأن الله تعالي خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته‏,‏ وأباحه جنته‏,‏ فلما كان منه ما كان أخرجه من الجنة بخطيئته‏.‏وآدم أكرم علي الله من عبدالله بن الزبير‏,‏ والجنة أعظم حرمة من الكعبة فاذكروا الله يذكركم‏.‏ تأملوا مغالطات الحجاج ومنطقه الظالم الذي يلفه في بيان ناصع وحجة قوية‏..‏ إنه يقول للناس إنه ليس مسئولا عن قتل عبدالله بن الزبير لأن الذي قتله هو رغبته في الخلافة ومنازعته أهلها في ذلك‏.‏ويقيس الحجاج الظالم ما فعله عبدالله بن الزبير بم