المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٠٩

السيدة هبة الله

يحكي أنه في قديم الزمان كان هناك حاكم ظالم قاسٍ علي رعيته يرهقهم بفرض الضرائب الباهظة التي لا يطيقونها ، ولما فشلوا في اقناعه بالكف عن ذلك لجئوا إلي زوجه العطوفه واسمها هبة الله التي صممت علي التدخل لكن زوجها رفض تخفيض الضرائب، وحتي يتخلص من الحاح زوجه قال إنه سيخفض الضرائب في حال قيامها بالمرور في طرقات المدينة علي صهوة جواد ...ومن دون ثياب وباصرار امراة عنيد وافقت الزوجه علي ذلك، معتمدة علي تأييد كل أهل المدينة لها، فطلبت منهم أن يبقوا داخل دورهم وأن يغلقوا النوافذ بحيث تقوم بالمرور دون أن يراها أحد. والتزم الكل بذلك وبقوا داخل بيوتهم المؤصدة، الا خياط سولت له نفسه أن يختلس النظر من بين أخشاب النافذة، وهنا كانت المفاجأة فقد ضاع بصره قبل أن يري السيدة تمر. لم يصدق الحاكم الظالم أن كل أهل المدينة قد ساعدوا زوجه لكن الدليل القاطع ظهر عندما عثروا علي الخياط وقد كف بصره واعترف بخطيئته،وقتها احترم الحاكم كلمته ورفع الضرائب عن الرعية.هذه هي أسطورة انجليزية قديمة تحمل اسم السيدة هبة الله أو ليدي جوديفا والتي يقال أنها وقعت في مدينة كوفنتري الانجليزية خلال القرن الحادي عشر الميلادي ، ومنها خر

وقتك ثمين يا سيد

لابد من هدايا... هذه هي القاعدة الرئيسية التي أمنت بها بعد أولي رحلاتي لخارج الديار، وقتها كنت غراً ساذجاً لا يهتم سوي بالمغامرة والتجربة الجديدة غير المسبوقة، لذا ركزت علي الرحلة في ذاتها ولم أدرك أن هذه الرحلة طالت أم قصرت سيوف تنتهي. وبعد السكرة أتت الصدمة ، عدت إلي قواعدي سالماً لأجد الجميع يترقبون عودتي بداية للاطمئنان علي أحوالي ، وثانياً للتعرف علي ما أحمل في جعبتي من هدايا، وكانت خيبة الأمل التي علت وجوه الجميع هي ما أخرجني من السكرة، وحتي لا أواجه مثل هذا الموقف تعلمت أن أخطط قبل سفري ليوم عودتي. لذا في هذا اليوم الذي لم تتجاوز برودته ثلاث درجات فكرت في يوم العودة ، لذا خرجت وأنا لا ألوي علي شئ متجهاً نحو أقرب سوق تجاري ضخم حتي أشتري الهدايا كانت هناك بالتأكيد قوائم مطالب أكثر مما طالب به عرابي باشا الخديوي توفيق ومن ثم كان التعامل معها لا يحتاج إلي الكثير من الابداع أو الارتجال ، لكن كانت هناك شخصيات لا بد أن أهديها شيئاً دون أن تطلب، في مقدمتهم زميل عمل كان يفترض أن ينضم بي في هذه الرحلة لكن سفره تعثر في اللحظات الأخيرة، وبنبل الفرسان الذي أتحلي به قررت أن أبتاع له هدية رمزي

الخروج من النفق

صورة
سولت لي نفسي الأمارة بالسوء ان أستغل عطلة السبت كي أذهب لزيارة صديق لي يقيم في ضاحية كوينز التي تقع خارج جزيرة مانهاتن في نيويورك. ولما كان قطار الأنفاق هو الوسيلة الأفضل توجهت لأقرب محطة من الفندق بعد أن قمت ببحث دقيق علي خرائط جوجل وحصلت علي ارشادات الطريق بدقة. كانت الوصفة السهلة تقضي بأن أذهب لمحطة شارع 53 واستقل القطار (ر) حتي محطة كوينز سنترال ثم اقوم بتبديله بقطار (في) حتي محطة جامايكا سنترال. وباعتباري من قدامي ركاب خط المرج- حلوان اعتبرت أن الأمر سهل ميسور ، أخرجت دولارين وتوجهت إلي الكوخ الزجاجي الذي يجلس فيه بائع التذاكر وقلت تذكره، فتحدث من خلال مكبر صوت وهو يقول اتجه إلي الماكينة الخاصة ببيع التذاكر. لم أحرك ساكناً وأنا أتذكر جيداً أن ساندرا بولوك في فيلم شهير كانت تبيع التذاكر من داخل الكوخ ، لكن صمتي لم يجب عني فوجدت من يزيحني ويتقدم مكاني ليحادث رجل الكوخ ، فعلمت أن الرجل يقدم الارشادات للطريق كما يوفر عملة معدنية لاستخدامها مع الماكينات. لذا توجهت نحو الماكينة ووقتها حدث لي ما حدث مع الراحل أحمد سالم في فيلم الماضي المجهول عندما استعاد ذاكرته فجأة – لكن دون أن يسقط علي

يوم الخروج

" استعدوا ...من الرابعة صباحاً ستفتح الأبواب...إنه الحدث المنتظر طوال العام ...لا تفوت الفرصة...اترك النوم ليوم آخر ...لو غفت عيناك سيسبقك الآخرون...احضر أكبر حقيبة لديك واحمل كل ما تريد ... تذكر أن هذا العرض حتي السادسة من مساء الجمعة فقط " هذه عينة من الإعلانات التي امتلأت بها الأجواء منذ وضعت قدماي وراء المحيط ...وسريعاً علمت ان اليوم التالي لعيد الشكر يسمي بالجمعة الداكنة والتي تقوم فيها المتاجر بأكبر تخفيضات طوال العام ، وتعتبر افتتاحاً لموسم العطلات الذي يصل إلي ذروته في عيد الميلاد ثم رأس السنة . وكما نقول فإن التكرار علي المسامع أشد فعالية من السحر ، لذا وجدت نفسي أصحو بفعل أرق السفر في الثالثة من فجر ذلك اليوم وأشاهد بعض القنوات التلفزيونية التي نقلت بصورة مباشرة صفوف البشر الذين اصطفوا أمام المتاجر الكبري التي ستقدم تلك التنزيلات الكبري من الخامسة صباحاً حتي السادسة مساءً ، كانت درجة البرودة تنخفض في تلك الساعات عن الصفر ، لكن ذلك لم يفت في عضد المصطفين الذين حمل بعضهم حقائب سفر ضخمة لتكفي كل ما يريدون حمله دون أن يعوق استمرار عملية الشراء الكبري التي تستمر لاثنتي ع

يحبه قصيراً...نزار قباني

إن يسألونك عني يوما فلا تفكري كثيرا قولي لهم بكل كبرياء ((... يحبني...يحبني كثيرا )) صغيرتي : إن عاتبوك يوما كيف قصصت شعرك الحريرا وكيف حطمت إناء طيب من بعدما ربيته شهورا وكان مثل الصيف في بلادي يوزع الظلال والعبيرا قولي لهم: ((أنا قصصت شعري ((... لان من أحبه يحبه قصيرا أميرتي : إذا معا رقصنا على الشموع لحننا الأثيرا وحول البيان في ثوان وجودنا أشعة ونورا وظنك الجميع في ذراعي فراشة تهم أن تطيرا فواصلي رقصك في هدوء ... واتخذي من أضلعي سريرا وتمتمي بكل كبرياء: ((... يحبني... يحبني كثيرا )) حبيبتيي: إن أخبروك أني لا أملك العبيدا والقصورا وليس في يدي عقد ماس به أحيط جيدك الصغيرا قولي لهم بكل عنفوان يا حبي الأول والأخيرا قولي لهم: ((... كفاني ... بأنه يحبني كثيرا)) حبيبتي يا ألف يا حبيبتي حبي لعينيك أنا كبير ... وسوف يبقى دائما كبيرا