المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٠٩

لم تعد كبلادي

بعد عامين في بلدي الأول جاءت التعليمات والأوامر العليا بانتقالي من جديد، وكعادة الخراف المطيعة التي تخشي دوما من فتك الذئب بها، كان لزاما علي أن ألبي النداء وانصاع للأوامر خاصة وأن المدير الكبير يعرف أكثر. حاشية : أعشق روايتي جورج أورويل : مزرعة الحيوان، و1984 ، قرأت الأولي بالعربية وأنا في الصف الأول الثانوي – مع تحية شكر وتقدير للفتي السخيف حسام الذي استعرتها منه خاصة وأن ثمنها كان " ثمانون قرشاً " – طبعة الهيئة العامة للكتاب- وبعد ذلك سعيت للحصول علي النص الأصلي بالانجليزية، وحاولت بعد ذلك العثور علي ترجمة جيدة لرواية 1984 لكني لم أجد فصبرت حتي ابتعت النص الأصلي بالانجليزية، وفيما بعد أصدر د. أحمد خالد توفيق ترجمة منقحة وبكثير من التصرف كما اعترف هو، وبالرغم من ذلك فهناك العديد من العبارات الخالدة في الروايتين واللتان تصلحان لكثير من المواقف، والتي أسرف في استخدامها خاصة شعار " الخير في الأقدام الأربعة والسوء في القدمين" ، و" الرفيق نابوليون يعرف أكثر" ، و"الأخ الأكبر يراقبك". بعد عامين عدت فيهما من بلدي الثاني الذي ترك في علامات لن تنمحي ، و

هذي بلاد لم تعد كبلادي...فاروق جويدة

كم عشت أسأل: أين وجه بلادي أين النخيل وأين دفء الوادي لاشيء يبدو في السّماء أمامنا غير الظلام وصورة الجلاد هو لا يغيب عن العيون كأنه قدر .. كيوم البعث والميلاد قد عشت أصرخ بينكم وأنادي أبني قصورا من تلال رماد أهفو لأرض لا تساوم فرحتي لا تستبيح كرامتي .. وعنادي أشتاق أطفالا كحبّات النّدي يتراقصون مع الصّباح النّادي أهفو لأيّام تواري سحره ا صخب الجياد.. وفرحة الأعياد اشتقت يوما أن تعود بلادي غابت وغبنا .. وانتهت ببعادي في كلّ نجم ضلّ حلم ضائع وسحابة لبست ثياب حداد وعلي المدي أسراب طير راحل نسي الغناء فصار سرب جراد هذي بلاد تاجرت في عرضها وتفرّقت شيعا بكلّ مزاد لم يبق من صخب الجياد سوي الأسي تاريخ هذي الأرض بعض جياد في كلّ ركن من ربوع بلادي تبدو أمامي صورة الجلاد لمحوه من زمن يضاجع أرضها حملت سفاحا فاستباح الوادي لم يبق غير صراخ أمس راحل ومقابر سئمت من الأجداد وعصابة سرقت نزيف عيوننا بالقهر والتّدليس .. والأحقاد ما عاد فيها ضوء نجم شارد ما عاد فيها صوت طير شاد تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا وتزورنا دوما بلا ميعاد شيء تكسّر في عيوني بعدما ضاق الزّمان بثورتي وعنادي أحببتها حتّي الثّمالة بينما