المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٠٦

...عيد الطفولة

لا أدري لماذا تلح علي هذه الأيام أحلام من زمن بعيد ، تتكرر بشكل مستمر ، تحيل واقعي إلي حلم ، تعود بي عشرين عاماً إلي الوراء . تعجبت كثيراً من سبب تكرارها بهذا الشكل ، وفكرت عن سبب ، وهداني تفكيري إلي أن هذا الالحاح يبدو بسبب رغبتها في ألا تبقي في عالم الأحلام التي تنسي بعد سويعات ، لابد أنها ترغب في أن تتحول إلي كلمات وسطور ، تضمن لها تواجداً في صورة ما. لذا قررت أن أتماشي مع هذه الأحلام ، أنفذ لها ما تريد ، ألا أتركها تذوي في صمت ، وأن أدونها ، لكن لأن هذه الأحلام تعود بي إلي أيام الطفولة فلن يكون من الممكن أن أصيغها بلغة فصحي وعقل رجل ناضج ، ومن ثم ستكون اللغة ركيكة وربما صارت في مجملها من العامية التي تتناسب مع عقل طفل في التاسعة . أول حلم فرض نفسه كأول حلم بسبب التاريخ : فمنذ أيام مر علينا يوم 20/11 الذي نعرفه باسم " عيد الطفولة" وحتي لا أقترف اثما لا تنقصه حصيلة ذنوبي أقول " يوم الطفولة" يوم 20 نوفمبر ده كان يوم مهم جدا لكل الأطفال من ساعة ما وعيت علي المدرسة وسمعت مس سناء واحنا في ثانية ابتدائي بتقول ان بكره اجازه عشان عيد الطفولة ، وطبعا أي يوم ناخده اجازه ك

...الطاووس

عدت تزعجني يا (ك)...!!! انك تمتلك تلك الخاصية الفريدة التي تمنحك القدرة علي اختيار أكثر الأوقات مرئمة كي تطفو من جديد علي سطح حياتي بعد أن ظننت أن الأغلال التي وضعتها في أطرافك ستبقيك غارقاً إلي فترة طويلة. خاصيتك الفريدة تجعلك تطفو في الوقت الذي أكون فيه قد تناسيت وجودك ، ومسحت الأمواج اسمك من علي رمال شواطئ عقلي ذلك الوقت الذي أكون فيه أضعف ما أكون بعد أن نزعت درعي وخففت من درجات الترقب التي أتركها دوماً في قمتها تحسباً لطفوك غير السعيد لقد فعلتها يا (ك) مرات ومرات ، وها قد عدت تكررها من جديد في كل مرة أقول هذه هي الأخيرة ، وتكون ضحكتك الساخرة هي ما أحلم به في كوابيسي ن وأراه في المرة التي جاءت بعد تلك التي ظننتها الأخيرة. انها دوما غلطتي... فانك عندما تخدعني مرة تكون غلطتك ، لكن عندما تخدعني مرتين الغلطة تكون غلطتي لكن ماذا أفعل ؟ فساعة القدر يعمي البصر وأنت قدري يا ( ك ) وما حيلة البشر أمام القدر ؟ عدت تزعجني يا ( ك ) رغم كل شئ ، فبالأمس فقط رأيتك بعد شهور مرت ولم أفتقدك فيها. ظهرت متبختراً كعادتك ... طاووس يعرض ريشاته الملونة للناظرين ، ويطلب منهم أن يبدوا اعجابهم بها ، رغم أنه ل

...أصدقاء ألداء

هل أتجني عليك يا صديقي ؟ محال والله علي الأقل لم أكن لأدعوك صديقي، ربما اكتفيت بالقول أنا والمدعو (ك) ... أو أنا والسيد (ك) ، ولو كانت الكراهية شديدة لقلت أنا و(ك) المزعوم. هل سألت نفسك لماذا أبتعد عنك واتجنبك منذ سنوات ؟ عجيب ألا تكون لاحظت أني لم أبادر بالاتصال بك منذ زمن بعيد ، ولم أهنئك يوماً بمناسبة ، ولم أهتم لمتابعة أخبارك. كنت أنت دوما الذي يأتي إلي ، وهذا ليس خطئي ولا خطئك ربما لم أتعمده ، وربما لم تتعمده لم أفتقدك يوماً فأسعي إلي البحث عنك ، كنت دوما شبح يطاردني في صحوي وفي نومي ...أخرج من منزلنا فربما أراك أو أري أحد أخوتك ، أسير في الشارع فيسألني الناس عنك ، أذهب إلي الجامعة فأكون سكرتيرك الخاص ، كل من يبحث عنك لا يجد غيري يسأله ، ومن لا تجيب علي اتصاله يترك لك رسالة معي . الكل يعرفونني فقط لأنني صديق ( ك) ...أقل القليل هم من يعرفونني باعتباري أنا لذاتي وبصفاتي... الغريب الغريب أن هولاء لم يصبحوا أصدقائك ...جل من تعرفني أولاً قبل أن يعرفك فضل صداقتي علي صداقتك ، غالبيتهم اعتبرك ممن يعرفون ، واعتبروني ممن يصادقون ألم تلحظ ذلك يوماً ؟ والأعجب أنهم أدركوا ما يثيره هذا الموضوع

...شبكة الأمان

هل شاهدت لاعب أكروبات ممن يقفزون في السيرك، أولئك الذين يصعدون إلي ارتفاعات شاهقة ثم يقومون بالقفز والدوران وسط تصفيق الجماهير هل لاحظت شبكة الأمان التي توجد في الأسفل ؟ هل تعرف الهدف منها ؟ نعم بالتأكيد الهدف منها هو امتصاص صدمة السقوط في حالة حدوثه وانقاذ اللاعب من الموت ، لكن هناك هدف أهم من هذا فاللاعب الذي يقوم بهذه القفزات يبلغ من الخبرة والحرفية ما يجعله لا ينظر إلي شبكة الأمان من الأساس لاحظ كم الاثارة الذي يحدث عندما يعلن اللاعب عن ثقته الشديدة في نفسه من خلال ازالة شبكة الأمان حقيقة أنه قد لا يدرك أنها موجودة من عدمه ، لكن التوتر يزيد بين الحضور عندما ترفع الشبكة ،والا لكان من الأفضل ألا توجد الشبكة من الأساس لو كان وجودها غير مهم وغير مؤثر جرب أن تنظر إلي وجه اللاعب وهو يقوم بنفس الحركات والشبكة موجوده ، وبعد أن نزعت ستري العرق البادر ينساب علي جبهته صحيح أنه أدي الحركات ذاتها مئات المرات ويوقن أنه لن تكون هناك مشكلة ، لكن عدم وجود الشبكة يجعله يفكر بأن هناك احتمال ولو واحد بالمليون أن تزل قدمه أو تنزلق أصابعه هو هو نفس اللاعب بوجود الشبكة تزداد ثقته في نفسه ، وتتسع ابتسامته

...أخر فرسان الأندلس

صورة
عجيب جدا أن تكون المصادر الغربية هي المصدر الأساسي وشبه الوحيد لأخبار فارس غرناطة " موسي بن أبي الغسان" ، فتكاد المصادر الاسلامية لتاريخ أخر أيام الأندلس لا تورد له ذكراً. وهو ما دفع العديد من الباحثين للتشكيك في حقيقة وجوده من الأصل ، بل أن بعضهم ربط بين تواجده في الأساطير والحكايا الشعبية الاسبانية بأنه كان " البطل العدو" الذي أوجده الاسبان ليجمعوا حوله كل القصص والأساطير عن مختلف الفرسان المسلمين الذين قاوموا الجيوش الاسبانية ورفضوا الاستسلام حتي أخر لحظة. لكن دعونا نسرد سيرة هذا الرجل كما أوردتها الأساطير الاسبانية وبعض المؤرخين الاسبان كان موسي سليلاً لأحدي الأسر العريقة التي تتصل بعلاقة مصاهرة مع أسرة بني الأحمر – حكام غرناطة – وكما يبدو من الأسم ان أصولهم ترجع إلي الغساسنة ملوك الحيرة القدامي قالوا عنه أنه كان أفضل من يمسك بالسيف ويعلوة صهوة الجواد ، كان دائم السعي نحو مهاجمة الأعداء الذين حاصروا غرناطة وقيادة السرايا لكسر الحصار ومقارعة القشتاليين. قالوا أنه كان ساخطاً علي الملك الضعيف أبو عبد الله الصغير أخر ملوك بني الأحمر ، الذي سبق أن أسره ملك قشتالة فرن

...فرسان من أجل الدين

صورة
" تحرك شبح وسط ظلام غرناطة متجها نحو منزل متواضع وما أن وصله حتي دق الباب مرة ثم مرتين ثم مرة ليفتح الباب ببطء ويظهر وجه لكهل ، فبادره الشبح بالقول : -الكونت يوليان يرسل لك التحية ...تحية داوية فابتسم الكهل ابتسامة صفراء وهو يفتح الباب ويقول : -أنا دوما في خدمة الكونت ورجال الداوية " هكذا وصف د.نبيل فاروق العلاقة بين يهود غرناطة وبين فرسان المعبد احدي فرق المحاربين الورعين ، أو فرسان من أجل الدين، تعاون سري بين الجانبين بهدف القضاء علي الدولة الاسلامية الصغيرة ، يهود غرناطة نعرفهم ، قاموا بنفس الدور الذي قامت به يهود بنو النضير وبنو قينقاع ومن سار علي نهجهم منذ فجر الاسلام ، التآمر والخيانة لكن كيف ظهر في الغرب مفهوم فرسان من أجل الدين ؟ في عام 1119 وبعد عشرين عاماً من سقوط بيت المقدس في أيدي الصليبيين قام عدد من الفرسان والرهبان المتحمسين بانشاء جمعية لخدمة الدين وحماية مصالح النصاري بهدف شد أزر الأمراء النصاري ومساعدة الصليبيين أثناء الحرب والسلم . وسيب ذلك ما رأوه من تفرق الأمراء النصاري وتخاذلهم أحياناً في مقاتلةالمسلمين ،وكانوا يرون أنه لا بد من قيام جماعات غيورة مخلصة م

...لماذا لست مثل ك ؟

ؤلو أني جمعت قرشاً عن كل مرة أسئل فيها هذا السؤال لربما صرت ثرياً للغاية ... بل فاحش الثراء...بل ربما يشار إلي بالشيكات والعملات الصعبة. ( ك) هو صديقي اللدود ... صديق الطفولة الذي ارتبط خط حياتي بحياته منذ أن سكنوا في نفس الطابق الذي نسكن فيه ، أهلي وأهله أصدقاء وهو في سني ، وكنا أطفال ، ففرضت الصداقة نفسها لكن علي الرغم من ذلك فلو وضعت مرآة بيننا لكان ( ك ) هو النقيض لكل شئ في ، وكنت أنا عكس كل ما يمثله هو. رغم هذا كان التعايش هو الحل الغالب ، نذهب إلي المسجد سويا ... نلعب الكرة معاً ... ربما ترسلني أمه كي اشتري لها شيئاً ، وربما ترسله أمي كي يبتاع لها ما تحتاج. لكن ( ك) يذهب إلي مدرسة الأثرياء ، وأذهب أنا إلي مدرسة ( الحكومة ) ، يوصله سائقهم ويعيده في سيارة ، وأكتفي أنا بقدمي ، وطبعا فالمشي رياضة. لم يكونوا أكثر ثراء منا بكثير علي ما يبدو ، لكنهم كانوا أكثر تقطيراً ، فنحن لا نستطيع مقاومة شراء ثوب جديد ، أو تغيير الأثاث بشكل دوري ، أو السفر للتنزه . وهم لم يرهم أحد يبدلون طلاء جدار خلال عشرين عاماً ، أو يشترون قطعة أثاث خلال ثلاثين عاماً. وعلي الرغم من ذلك ظللنا أصدقاء ، وجرت الأيام