...الطاووس

عدت تزعجني يا (ك)...!!!
انك تمتلك تلك الخاصية الفريدة التي تمنحك القدرة علي اختيار أكثر الأوقات مرئمة كي تطفو من جديد علي سطح حياتي بعد أن ظننت أن الأغلال التي وضعتها في أطرافك ستبقيك غارقاً إلي فترة طويلة.
خاصيتك الفريدة تجعلك تطفو في الوقت الذي أكون فيه قد تناسيت وجودك ، ومسحت الأمواج اسمك من علي رمال شواطئ عقلي
ذلك الوقت الذي أكون فيه أضعف ما أكون بعد أن نزعت درعي وخففت من درجات الترقب التي أتركها دوماً في قمتها تحسباً لطفوك غير السعيد
لقد فعلتها يا (ك) مرات ومرات ، وها قد عدت تكررها من جديد
في كل مرة أقول هذه هي الأخيرة ، وتكون ضحكتك الساخرة هي ما أحلم به في كوابيسي ن وأراه في المرة التي جاءت بعد تلك التي ظننتها الأخيرة.
انها دوما غلطتي... فانك عندما تخدعني مرة تكون غلطتك ، لكن عندما تخدعني مرتين الغلطة تكون غلطتي
لكن ماذا أفعل ؟ فساعة القدر يعمي البصر
وأنت قدري يا ( ك )
وما حيلة البشر أمام القدر ؟
عدت تزعجني يا ( ك ) رغم كل شئ ، فبالأمس فقط رأيتك بعد شهور مرت ولم أفتقدك فيها.
ظهرت متبختراً كعادتك ... طاووس يعرض ريشاته الملونة للناظرين ، ويطلب منهم أن يبدوا اعجابهم بها ، رغم أنه ليس له في ذلك يد ولا فضل... الله خلقه هكذا ، تماما كما خلق الغراب أسوداً ، والحمار منكر الصوت
ليس هذا لفضل للطاووس ، ولا لعيب في الغراب والحمار
انما هي منحة ومحنة ، انما هو ابتلاء من الخالق ، ليري أنصبر ونشكر ، أم نكفر ؟
رأيتك من جديد تزور مكان عملي ، الذي لم يحظي بتلك الزيارة منذ أن طلبت أنا الانتقال إليه رغبة في البعد عن وجودك.
أتعرف ؟
لقد رأيتك يومها وكأنك ذلك الطفل الذي عرفته منذ عشرين عاماً ، بل اني رسمتك علي ورقة أمامي كما رسمتك منذ عشرين عاماً... طفل بجسم صغير ورأس كبيرة. يومها سألتني المدرسة لماذا رسمته برأس أكبر من جسمه ، فقلت بعقل طفل لا أدري ، فقالت بعقل مدرسة هل هو شخص تعرفه ؟ قلت نعم جاري ، قالت انك تراه بالغ الغرور أليس كذلك ؟ فابتسمت فابتسمت بدورها وقالت الرأس الكبير يعني الغرور الشديد ، ربما لم تعرفها من دراسة الرسم ، لكن صديقك هذا علمها لك بتصرفاته.
أتعرف ؟
كان هذا سبب ابتسامتي الواسعة التي قابلتك بها ... لم يكن فرحي للقائك ولا شوقي لاستقبالك
لكن لم شعرت بأن ابتسامتي تلك لم ترق لك ؟
لماذا أحسست باضطراب ينتابك بين الابتسامة والقهقهة ؟
كيف نسيت أن صديق الطفولة يدري عنك الكثير مما لا يدركه من يحيطون بك
ان ملامح شخصية الطفل في أعماقك لا تزال تطغي بين الحين والآخر ، وهل هناك من أحد خبر تلك الملامح بأكثر مني ؟
لم تتوقع أن تجدني مبتسماً واثقاً أمام استعراض الطاووس ، وكيف يبتسم لاعب الأكروبات وهو سيقفز من علو شاهق وقد نزعوا شبكة الأمان ؟
لكن هذه المرة كنت أنت شبكة الأمان... غرورك الطاووسي أعاد لي ذكري حصة الرسم... ذكري طفولة بريئة وضعت نفسها علي أول درب النفس البشرية عندما صدمها غرورك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت