...هروب الأشرار

يحكي أن مجموعة من عتاة المجرمين خلال نقلهم بطائرة لأحد السجون الأمريكية الخاصة نجحوا في السيطرة علي الطائرة والتوجه إلي منطقة صحراوية تمهيداً للهروب إلي جزر الكاريبي . هذه قصة فيلم شهير لنيكولاس كيج وجون مالكوفتش قدم في عام 1998 ، لكن جريدة كاميرون تريبيون في 14/8/2005 قدمت نسخته الكاميرونية والواقعية .
في مدينة بويا عاصمة اقليم الجنوب الغربي وفي سجنها المركزي الكبير وفي يوم الزيارة الأسبوعية قام حارسي البوابة باخراج المساجين من زنازينهم إلي فناء السجن وعندما توجها لفتح البوابة للسماح للزوار بالدخول سقط أكثر من مائة سجين أرضاً وبدأوا في الصراخ والتلوي بعنف وهو ما أثار ارتباك الحارسين ففتح احدهم البوابة بينما توجه الآخر لتفقد المساجين وحالما اقترب منهم هجم عليه المساجين وطرحوه أرضا وانتزعوا سلاحه فيما هجم الزوار علي الحارس الآخر وحدثت اضطرابات شديدة حيث هرع باقي الحراس والضباط لمواجهة الموقف فاستخدم المساجين سلاحي الحارسين فقتلوا عدداً من الحراس وأصابوا آخرين ، واستغل باقي المسجونين الاضطراب ليفروا من السجن .
وعلي الفور ( بعد ساعتين أو ثلاث ) كانت قوات الجيش تتدخل لبدء مطاردة الفارين وفي نفس اليوم تم القبض علي خمسين فاراً فيما تم إحصاء 41 هارباً فيما قتل 9 علي يد ضباط السجن.
يبدو الأمر كما لو كان قصة خيالية لا يمكن تصور تحويلها إلي فيلم حيث سيشترك النقاد والمشاهدين في رفضه بحجة المبالغة غير المقبولة . لكن تصريحات مدير السجن تستحق الوقوف أمامها، ففي تعليقه علي الحادث ذكر أن السبب الرئيسي هو قلة عدد الحراس مما يجعل من الصعب توفير السيطرة الكافية علي السجناء في هذه الظروف ، وكذلك قدم الأنظمة المستخدمة في تأمين السجن حيث تفتح بوابته يدوياً وتحتاج لحارسين معا لفتحها نظراً لثقلها ، كما لا توجد أجهزة إنذار لتنبيه من في فترة الراحة بحدوث طارئ ما ، حتي أن الضباط استيقظوا علي أصوات إطلاق النار فيما ظل بعضهم يغط في نومه خلال الحادث ، ونفي وجود تواطؤ بين الحارسين وبين السجناء ودلل علي ذلك بأن أحدهما لقي مصرعه بطلق ناري ، فيما أصيب الثاني إصابات شديدة بسبب ضرب السجناء له بعنف، وطالب المدير المواطنين في المدينة عدم مد العون للفارين والمسارعة بإبلاغ قوات الأمن عن أماكن اختبائهم .ومرت الحادثة علي خير وبقي الفار فاراً والهارب هارباً واحتفظ مدير السجن ومدير الأمن ووزير الداخلية بمواقعهم وعلي المتضرر من المجرمين البحث عنهم في الأدغال

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت