جزيرة واق الواق

احتمال كبير أن تكون سمعت عن هذه الجزيرة ، ربما في مسلسل ألف ليلةوليلة ، ربما في فيلم عن السندباد ، أو حتي من ست الحسن
بالتاكيد أثار الاسم فضولك... "واق الواق "
أأعجمي أم عربي ؟
ظل هذا السؤال واحداً من الخمسين مليون سؤال بدون جواب داخل خلايا مخي الرمادية ، ولم يطفو علي السطح الا عندما قرأت رواية " مغامرات سيف بن ذي يزن" للروائي فاروق خورشيد ، فضمن أحداثها يقوم "الملك سيف" بزيارة هذه الجزيرة ، ومن ثم يقص عليه "الخيرقان" ملك الجن تفاصيل قصتها فيقول :
كانت هذه الجزيره تسمي جزيرة الحب والسلام ، كانت عامرة بسكانها، يعيشون في نعيم مقيم وسلام دائم ، حتي حيواناتها لم تعرف رائحة الدماء ، كان السكان يحسون بالأمن والطمأنينة ، فليس في تاريخهم حروب ولم يشهد آباؤهم وأجدادهم ما يحدثه البغض والأنانية في حياة الناس من تنازع وشقاق
وفي كل صباح وكل مساء كان كل سكان الجزيرة من أطفال وشيوخ ونساء ورجال ، حتي الطيور في أعشاشها والوحوش في مكامنها والأنعام في مراعيها ... كانوا يسبحون
كل من عاش في هذه الجزيره يحوطه الحب وتغمر قلبه السعاده ، كان لا بد أن تغمر نفسه سكينة الايمان فيترجمها إلي أغنية تعبد وابتهال إلي خالق السعادة ومانح السكينة
كانوا يعبدون الله في كل ما يعملون ، وكل ما يقولون ، ويتغنون باسمه بأرق الأصوات وأحلاها
في هذه الجزيرة لم تكن تسمع سوي الأغنية العذبة الرقراقة تشترك فيها كل الأصوات :
" سبحان الملك القهار ... سبحان الخلاق"
لكن هذا الجمال لم يتحمله نوعان من المخلوقات :
الحشرات التي هربت من النظافة والحسن وتركت البيوت والمزارع ولم تجد ملجأ سوي المستنقعات والمغائر ، وسط الطين والأقذار ، وبعيدا عن أشعة الشمس والهواء الطلق
ظلت الحشرات منبوذة حتي مر بالجزيرة ساحر عجوز كافر ، فاعجبه جمالها وحسن حياتها ،و بالرغم من هذا لم يهدأ قلبه وهو يسمع اسم الله يذكر صباح مساء .
تأمر الساحر مع جيوش الحشرات كي تساعده علي اسكات أصوات التسبيح مقابل أن يعيدهم ، تأمر معهم حتي يهاجموا الجزيرة ويغزو مساكنها ويتناسلوا ويتكاثروا حتي يطردوا سكانها
ونجحت الخطة وهرب السكان وحيواناتهم إلي الكهوف والمغائر
وهنا ظهر لهم الساحر ليعرض عليهم المساعدة في استعادة جزيرتهم الجميلة ، لكن بشرط واحد أن يركعوا له
ولكنهم رفضوا فسلط عليهم جيوش الحشرات لتقتل وتصيب وتطارد
وهنا كانت حفنة من حثالات الناس تعود للساحر وتركع له
لكن لم يقبل
وطلب منهم أن بيسبحوا باسمه هو
وفعلوا
هنا كان الساحر يزداد شراً وغروراً
فعاقب كل من رفض ان يركع له بأن حوله إلي نبات
فتحول سكان الجزيرة المؤمنين وأنعامهم وحيواناتهم إلي أشجار وزروع
وعلي الرغم من هذا لم تسكت أصواتهم عن تسبيح الله بأصوات حزينة
"سبحان الخلاق... سبحان الخلاق"
وبمرور الأيام خفتت بشريتهم ، وضمرت ألسنتهم
ولم يصبحوا قادرين سوي علي تسبيحة خرساء
" واق الواق "
وهو ما استطاعت أن تنطقة ألسنتهم من تسبيحتهم القديمة سبحان الخلاق سبحان الخلاق"هكذا تحولت جزيرة الحب والسلام إلي جزيرة " واق الواق"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت