لم يبلغوا رمضان

في كل عام وفبل حلول رمضان يلهج المسلمون بالدعاء للعلي القدير أن يبلغهم رمضان ، وبتكرار الموقف يصبح الأمر روتينياً ، ويعتقد الواحد منا أنه مدرك رمضان لا محالة ، وأن دعائه من قبيل التعود ،لكن الحقيقة غير ذلك
افتح صفحة الوفيات بجريدة الأهرام في أول أيام رمضان ، ستجد أن شيئاً لم يتغير ، وأن هناك من كان يدعو مثلنا بأن يبلغ رمضان لم يستجب الله لدعائه ، وكان أجله أقرب
انظر في صفحة الوفيات لتجد السيد الفاضل فلان الفلاني مدير شركة كذا ، والمربي الفاضل ناظر مدرسة كذا ، وفلانة هانم حرم فلان باشا سابقاً ، والمغفور له فقيد الشباب ... كافة الأعمار والوظائف ...كلهم انتهت آجالهم في أخر يوم من شعبان ، كانوا قاب قوسين أو أدني من أن يبلغوا رمضان ، لكن سبقت مشيئة الله بأن تنتهي آجالهم قبله
أغلق صفحة الوفيات واسترجع رمضان السابق ، ستجد صديقاً كان يصلي إلي جوارك القيام ، لم يعد موجوداً وكان رمضان الماضي هو آخر رمضان له
ماذا لو علم أن هذه كانت أخر فرصة له ليدرك ليلة القدر ؟
ماذا لو علم أن هذه أخر عشر أواخر يعيشها ؟
ماذا لو علم أن دعائه عند فطره كان أخر الدعاء الذي لا يرد ؟
هل كان سيعبد الله علي النحو الذي كان عليه ؟
هل كان سيذهب للصلاة وقلبه مشغول بالدنيا ؟
هل كان سيمضي وقت الصيام نائماً ؟ أو لاهياً ؟
هل كان سيبارك لنفسه علي مجهوده الكبير في أول الشهر ، ويرتاح نصفه ، ويستفيق في ليلة القدر ؟
للاجابة علي كل هذه الأسئلة ضع نفسم مكانه
ستصل إلي جواب واضح وصريح لا خلاف عليه
الحمد لله الذي تقبل دعائنا وبلغنا رمضانلكن تري هل نبلغه في مرة أخري ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت