ذات مرة منذ عشرة أعوام

أعادتني المقابلة المطولة مع فاروق جويدة في برنامج العاشرة مساءً إلي أول مرة استمع فيها إلي قصيدة " في عينيك عنواني " بصوت صاحبها ، كان هذا منذ عشرة أعوام كاملة أو ربما يزيد ، كنت في الجامعة وفي طريق عودتي ابتعت مجلة الشباب الشهرية لاتابع مقالات محمود السعدني ، ونبيل فاروق ، وباب للأشعار عنوان لفاروق جويدة
هذه المرة لفت انتباهي وجود صورة له في الصفحة الثالثة التي تضم غالباً أهم ما يتضمنه العدد ، وعندما قرأت ما أسفل الصورة عرفت أن الندوة الشهرية للمجلة لهذا الشهر سوف يكون صاحبها "فاروق جويدة" وعلي الراغبين في الحضور الاتصال هاتفياً قبل موعد الندوة لعمل تصريح الدخول المطلوب
عندما عدت اتصلت بصديقي العتيد " وليد" واخبرته اننا سنذهب للندوة ، فأنا لا أريد الذهاب وحدي بسبب مخاوفي الدفينة من ان اصدم في شاعري المفضل عندما أراه وجهاً لوجه ، ومن ثم فلو وجدت شخص آخر يصدم معي فساتحمل نصف صدمة فقط
ولعمري فإن من أهم مميزات وليد حبه الدفين للثقافة ، فبالرغم من أنه لم يغرم بشعر فاروق جويدة ، إلا أنه رحب بالفكرة ، علي العكس من رفيقنا الثالث الذي فضل أن يشاهد فيلماً علي القناة الثالثه.
عندما وصلنا إلي مبني الأهرام بشارع الجلاء في السادسة والربع أي قبل نصف ساعة من موعد الحضور المفترض ظننا أن جمهور الأهلي يستعد لتحية فريقه ، أو أن الأهرام تحولت لفرع لجمعية استهلاكية تقوم بتوزيع الدجاج المجمد.
كان هناك حشد كبير من الشباب لم أره إلا أمام دور السينما في الأعياد ، أو في مباريات الكرة .
دفع هذا المنظمين إلي نقل الندوة إلي قاعة الندوات الكبري بالمؤسسة عوضاً عن القاعة المعتادة للندوات التي تقيمها مجلة الشباب.
في موعده تماما وصل فاروق جويدة بصحبة محمد عبد الله صحفي مجلة الشباب المسئول عن الندوة ، وبدأ حوار بينهما ثم فتحا باب الأسئلة التي انهالت كأمطار الغابات الاستوائية.
لساعتين استمرت الندوة لكن بالنسبة لي مرت كحلم جميل ، لم أفق منه إلا علي طلب أخير لأحد الحاضرين أن يكون الختام بسماع قصيدة بصوت شاعرها.
وكان أن اختار فاروق جويدة في عينيك عنواني ليقرأها علي مسامعنا.
ظل صوته عالقاً في أذني رغم التصفيق الحاد الذي تلي انتهاء الندوة
ظل صداه يتردد داخلي طوال طريق العودة علي الرغم من حواري مع وليد
ظل صداه يحمل لي شعوراً غريباً تداري في أعماق نفسي حتي ظننت أنه اندثر
لكن بعد عشر سنوات عاد الصدي وترددت الكلمات وخرجت نفس المشاعر من جديد
غضة كما كانت
متوهجة كما لو أنها ما انطفئتسيدي الشاعر... لا فض فوك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت