...قصيدة غرناطة لنزار قباني

أثناء بحثي المتواصل عن مادة لكتابة تدوينة جديدة عن الفردوس المفقود وقعت علي قصيدة نزار قباني "غرناطة" وكانت تلك أول مرة أقرا فيها تلك الكلمات الرقيقة مما شجعني علي البحث عن ظروف كتابة هذه القصيدة فبحثت أكثر لكن هذه المرة عن نزار
كنت أعلم من بعض حلقات تابعتها لمسلسل " نزار قباني" أنه كان يعمل بالسلك الدبلوماسي ، وكان هذا هو سبب وجوده في مصر ، لكن لم أكن أعلم أنه الحق بالسفارة السورية في مدريد وقضي هناك عامي 1962 و1963
وحسب مقال لزوجة السفير السوري في مدريد علي موقع " نزار قباني" فإن قصيدة غرناطة كتبت مساء السبت الثامن
عشر من مارس عام 1963 بعد أن زار السفير وزوجته ونزار مدينة غرناطة وقضوا فيها يومين
تحمل القصيدة لمحة من الحزن اعتبرها الكبير تأثراً بجلال المكان وذكريات ضياع غرناطة ، إلا أن المقربين من الشاعر يرجعونها لفقد ولده الوحيد الذي توفي قبل أن يكمل عشرين عاماً.
إليكم القصيدة الرائعة

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في جحريهما
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانـية؟ ساءلـتها
قالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
في تينـك العينين.. بعد رقاد
وأمـية راياتـها مرفوعـة
وجيـادها موصـولة بجيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيـدة سـمراء من أحفادي
وجه دمشـقي رأيت خـلاله
أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
ورأيت منـزلنا القديم وحجرة
كانـت بها أمي تمد وسـادي
واليـاسمينة رصعـت بنجومها
والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها
في شعـرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
في طيب "جنات العريف" ومائها
في الفل، في الريحـان، في الكباد
سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
يتألـق القـرط الطـويل بجيدها
مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا
فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً
ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت
أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها
رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد
"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت