عجائب الدنيا الجديدة

عرضت شبكة " سي ان ان " الاخبارية أمس تقريراً لأحد مراسليها المتجولين عن رفض مصر استقبال لجنة اختيار " عجائب العالم السبع الجديدة"
أصل الموضوع أن هناك مؤسسة تدعي " عالم جديد مفتوح " دعت سكان العالم للاحتفال في يوم 7/7/2007 باختيار عجائب العالم السبع الجديدة وذلك بعد أن فنيت ست من العجائب السبعة القديمة ولم تبق الا الاهرامات.
من خلال تصفحي لموقع المؤسسة شعرت بأن الموضوع علي غرار أرقام( 0900 ) الشهيرة ، لكن تم صياغته بشكل أكثر حرفية ومهارة ، وبأسلوب جوبلز في الدعاية " كلما كبرت الكذبة كلما صدقها الناس" ، وهنا تصبح " كلما زادت الدقة والحرفية كلما زادت الأرباح " ، فاذا دخلت علي الموقع فستجد 21 موقعاً حول العالم تم اختيارهم من مئات المواقع التي تم ترشيحها في الأشهر الماضية ، يطلب الموقع من سكان العالم بأسره الاتصال علي أرقان هواتف في الكاميرون ، وزائير ، واستونيا ، وليكتنشتاين للتصويت لما يرونه أحق بأن يصبح ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة.
واضافة لهذا كلفت المؤسسة لجنة بزيارة الأماكن الاحدي والعشرين ، تماماً كما يجري عند اختيار المدينة التي تنظم الألعاب الأوليمبية ، أو الدولة التي ستنظم كأس العالم.
ولعل أكثر من أعتني واهتم باللجنة الأردن التي تسعي بقوة لضم مدينة " البتراء" الآثرية لعجائب العالم السبع ، حتي أن الملكة صحبت اللجنة في زيارتها للبتراء ، ووصف تقرير مراسل " سي ان ان " استقبال اللجنة في الأردن بالحماسي.
لكن صدمة مؤسسة " عالم جديد مفتوح" كانت عندما رفضت مصر استقبالهم من الأساس !
وخيراً فعلت مصر ...
استضاف المراسل السيد " زاهي حواس" للتعليق علي الموضوع ، وكالعادة من أمام الأهرامات ظهر السيد " حواس " بقبعة " أنديانا جونز" الشهيرة ، وحركات " هاريسون فورد" التي أتحفنا بها في أفلامه الأربعة ومن ثم أورثها للسيد " حواس " الذي أتحفنا بها في مناسبات عدة لعل أبرزها سهرة فتح الباب السري في الهرم الأكبر برعاية قناة " ناشيونال جيوجرافيك"
رغم هذا لا أختلف كثيراً مع ما ذكره من أن " الأهرامات " لا يمكن أن تدخل في منافسة مع " تمثال الحرية" أو برج " ايفل" ، وبالتالي فمن المستحيل مقارنتها بما هو دون ذلك كمبني الأوبرا في سيدني أو قلعة " نوشفانشتين" الألمانية التي أتحدي أن يكون هناك من سمع عنها خارج ألمانيا أو ربما النمسا .
لم يكتفي المراسل بآراء السيد " حواس" بل تحادث مع بعض من السواح الأجانب أمام الأهرامات فتضاربت آرائهم ، فقالت سائحة ألمانية " إن الأهرامات هي الموقع الوحيد في العالم الذي جعل عيناها تدمعان عندما رأته ، وهو ما لم يحدث عندما رأت برج ايفل أو تمثال الحرية."
حتي السائحة الألمانية لم تتطرق إلي تلك القلعة
قالت سائحة هندية " ان الاهرامات جيدة ، ولكن تاج محل يجب أن يكون في الصدارة"
واضح طبعا تفضيل الوطنية علي المصداقية
لكن أغرب الآراء جاءت من سائح بريطاني قال ان ترتيب العجائب السبعة حسب رأيه يجب أن يبدأ بالجراند كانيون في الولايات المتحدة ثم دار الأوبرا في سيدني ثم مدينة لندن ، ولا بد أن ينتهي بمنزل عائلته في اسكس ... غرور امبراطوري
ولم يفت المراسل أن يذكر أن الدموع لا تطفر من عيون كل من يرون الأهرامات مصحوباً بصورة لجمل يأكل البرسيم الذي وضعه له صاحبة علي صخرة من صخور الهرم الأكبر.
واختتم المراسل تقريره بالقول بأن الجهات المصرية تبدي بعضاً من التعالي علي هذه المسابقة ...
لكن من يسكن إلي جوار الأهرام لمدة سبعين قرناً ليس كمن يسافر ليراها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت