فتيل القنديل

ياله من عذاب ذلك الذي يعانيه الفتيل في القنديل ...أسفله زيت ، وفوقه نار ... والحل الوحيد أن يحترق عن آخره حتي ينتهي هذا العذاب... لكن هذا الاحتراق لا يأتي الا بعد موت بطئ ...وامعاناً في التعذيب يكون الفتيل مشبعاً بالزيت حتي يضئ أكثر ويحترق ببطء
ومن ناحية أخري فالقنديل هو المستفيد الوحيد الذي يحظي بالثناء ويري فيه الناس النفع والفائدة ، علي مكرمة ليست من شيمه ، ومزية لا يملكها
والسؤال هو : من يكون الفتيل ؟ ومن هو القنديل ؟
عرفتك يا ( ك ) منذ سنين تكاد تقارب جل سني عمري ، وكانت بيننا يوماً ما ظننته صداقة ، لكني اكتشفت انها صداقة من طرف واحد ، ان كان هناك ما يمكن اطلاق عليه هذا المسمي ، ربما هي نفس الصداقة المفترضة بين نبيل فوزي ( كلارك كنت ) و صلاح (لكس لوثر) ...زميلا الدراسة اللذان تحولا إلي ألد الأعداء ، ولكن في حالتنا ليس هناك المبرر وراء هذا التحول... أو علي الأقل لست أري هذا المبرر . حتي أني صرت أعتقد أن خلافك معي سببه أنا شخصياً... أي أني أمثل كل ما لا يروقك في الحياة ... كل ما يثير أعصابك... كل ما يجعل الدماء تتصاعد إلي وجهك الشاحب دوما ليصبح كثمرة الطماطم الناضجة.
ولعمري فإن وصولي إلي هذا التصور يجعلني أقرب إلي تخطي الشعرة الفارقة بين العبقرية والجنون ...أكون مبالغاً في تصور اهتمامك بي إلي درجة الهوس واعتباري رمزاً للكره
لكن الواقع يجعلني أرفض هذه الافتراضية ، واسعي للبحث خلف المبرر الحقيقي لهذه السلسلة الشائنة من التصرفات الغريبة والتي تتركز حول رغبتك الأكيدة في الإساءة إلي وإلحاق شتي أنواع الأذي المتنوعة بي.
لذا توصلت إلي نظرية الفتيل في القنديل
نور القنديل سببه اشتعال الفتيل وترجمتها سعادة (ك) مبنية علي معاناتي
هذا هو المبرر المنطقي ...أنت بنيت تصورك لكيفية تحقيق التطور والسعادة في حياتك علي تعريضي لهذه السلسلة من المشكلات والمواقف الصعبة ، وكلما زادت مأساتي زادت سعادتك
فكلما استعر الفتيل ، كلما توهج القنديل
وحينما يحترق الفتيل حتي أخره ، يتم استبداله ويعود للقنديل توهجه
لكن هذا لم يحدث فأنا لست فتيلاً ، ولن أحترق
ثق بي ... لن أحترق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت