عودة "دارث فيدر"

هذه المرة كنت أصلي...ذهبت لمصلي الصغير في الطابق فوجدت ثلاثة آخرين قد سبقوني له ...هذا هو الذي يتولي اقامة الصلاة ويحضر دوما في موعده ولا يتأخر الا لماماً...خلفه بخطوات ذلك الرجل ذو الوجه المريح ..وفي الركن الأيسر هناك شبح ضخم ...لا لن أخدع مجدداً...انه حارس الأمن...يبدو أنه حضر مبكراً علي غير عادته
وقفت أصلي ركعتي السنة ، وقبل أن أسلم كان الأول يقيم الصلاة فوقفت لالحق بالصف الأول..أنا حضرت مبكراً ولن أترك غيري يسبقني للصف الأول ...أنا لا أتسامح في هذا الأمر مطلقاً.
عندما انتظمت في الصف ووقف الامام يراجع انتظام المصلين خلفه ترددت الخطوات...
خطوات ثقيلة تسير في بطء كأن صاحبها يحمل فوق كاهله حلة معدنية ثقيلة
وكلما اقتربت الخطوات زاد ثقلها
لكن مع اقترابها تداخل معها صوت مختلف
صوت أنفاس ...أنفاس ثقيلة للغاية
هنا فقط عرفت من خلفي...
لا بالتأكيد ليس الأمير الأسود... لن يقنعني أحد مهما حدث أنه " دارث فيدر"
لا بد أنه حارس الأمن مرة أخري
لكن نظرة واحدة إلي الأمام جعلتني أفكر من جديد... كان حارس الأمن يحمل سترته وتتساقط قطرات المياه من وجهه وهو يدخل المصلي متأخراً كعادته
اقتربت الخطوات من جديد...وتسارعت الأنفاس
قلت لنفسي : من المستحيل أن يأتي "فيدر" بقدميه ليصلي معنا هنا ، انه الصورة المجسمة للجانب المظلم من القوة ، أي بالعربي المبسط "شيطان" ، ومنذ متي يأني شيطان ليحضر صلاة الجماعة ، ربما يأتي ليوسوس للمصلين ويخرجهم من صلاتهم ، لكن يأتي ليقف في الصف ؟؟؟ أي شيطان هذا
قلت لنفسي : ربما اهتدي إلي الحق بعد أن ضحي بنفسه لينقذ الولد ابنه " لوك" من قبضة "دارث سيديوس"
أو علي الأقل أصبح مثل المديرين الكبار بعد أن يحالوا إلي المعاش ، ويتفرغوا للعبادة ... فالرجل قد أحيل إلي الاستيداع بلا عودة بعد نهاية الجزء السادس... وأكيد أنه أدرك أن أيامه في الدنيا معدودة ، ومن الأفضل له أن يتوب ، ويترك الجانب المظلم ويكف عن اللعب بسيوف الليزر ، خاصة أن لعبه بها أدي لقطع يد ابنه قرة عينه " لوك" الذي لم يعد له في الدنيا سواه ، سيما أن الأميرة "ليا" علي وشك الزواج من " سولو" ، ولن يكون لديها وقت للاعتناء به ، في ظل سفريات سولو المتتالية ، وقيامه بالتهريب بين المجرات ، اضافة إلي وجود " تشوباكا" شخصياً معهم طوال الوقت ، وما أدراك ما "تشوي" الذي يحتاج لفريق تنظيف وتطهير يتابع تحركاته
الله أكبر...
دخلت في الصلاة وأنا أركل وساوس "دارث فيدر" عني ... لكن أنفاسه الثقيلة ظلت تتردد خلفي باستمرار... ركعة ركعة... وسجدة سجدة
السلام عليكم ورحمة الله...
لم أتمالك نفسي حتي نظرت خلفي لأري ما جاء به...
لكن لحظي العاثر كان المصباح الذي يضئ أعلي الصف الذي ورائي محترقاً فلم أري سوي ظلاً تتصاعد منه أنفاس ثقيلة متتابعة
بعد ختام الصلاة تلكأت وانا انتعل حذائي حتي يتحرك الظل ، وأعرف من يكون
لكنه لم يتحرك ...
خرجت من المصلي ماشياً كما يمشي الوجي الوحل ( كما يقول الأعشي ) وحاولت محادثة أي من المصلين لكنهم كلهم انطلقوا في سرعة لأداء أعمالهم ...بسم الله ما شاء الله علي الهمة والنشاط
وأخيرا كدت أيأس وأعود إلي مكتبي... وقتها تعالت الخطوات الثقيلة من جديد
وبدأت الظلال في الأقتراب...
لم يكن ظلاً واحداً ...بل ثلاثة
هنا بحثت عن "علا" كي أنظر إليها لأري إن كانت قد توصلت إلي نفس الاستنتاج... عفوا أنا لست "عماد"...و"علا" ليست شقيقتي...دوما ما أتناسي أن اسمي لا يبدأ بحرف "ع" ولا يمكنني أن أصبح عضواً في فريق "ع×2" الشهير...
لا أدري لم لم تصر أمي علي تسميتي عصام...عادل...أو حتي عصمت...فمن المؤكد أن عماد وعلا قد كبرا الآن ولم يعد بامكان والدهما العقيد خيري من منعهما من مكافحة الجريمة علي طريقتهما الشهيرة التي الخصها بجملتي " اجري يا عماد...اجري يا علا...ويشق كل واحد طريقه في اتجاه ولا يستطيع المجرم أن يلحق بهما لكونه غير قادر علي أن يقطع نفسه"
الظلال الثلاثة هي ما ظهر في نهاية الجزء الثالث الذي هو الحلقة السادسة
" يودا" ومعه " أوبي وان" ، وثالثهما دارث فيدر بعد أن عاد إلي جادة الحق وأصبح من جديد " أناكين سكاي ووكر"... الثلاثة هم نقاط شديدة التوهج في الجانب المضئ للقوة...وبمعاطفهم الصوفية يمكن أن يتحولوا بسهولة إلي مشايخ للطرق الصوفية – غالبا أن جورج لوكاس تأثر بهم كثيراً في صياغة فكر الجيداي – ولا بد أن هذا هو الحل... "دارث فيدر" تاب وأناب وحتي لا يعود لفكره الضال من جديد بحث عن الصحبة الصالحة ... ومن لها غير استاذه ومعلمه " اوبي وان كنوبي" ، ومعلم معلمه... أستاذ الأساتيذ "يودا" ذاته
لكن لحظة..."يودا" يبدو كتمثال صغير لبوذا ...أي أن ظله سيكون صغيراً ...وهذه الظلال الثلاثة كبيرة ...لا ليس هناك ألعاب ضوئية أوخدع سينمائية الظلال الثلاثة متقاربة ولا يمكن اجراء خدعة علي ظل دون أن تأثر علي الآخرين
هنا التمعت عيناي تماماً كنور الدين محمود في الأيام الخوالي عندما يتوصل إلي أن زائر المستقبل مجرد مخادع انطلت عليه خدعة الذهب المشع 196 ، أو أن المهندس جمال هو صاحب خدعة جنون طائرة بدليل أنه اختفي في الملجأ النووي بزعم اجراء اصلاحات لم يطلبها منه أحد .
"دارث فيدر" لم يلجأ لاصدقائه القدامي في الخير والجانب المضئ... بل قرر أن يصلح حال أصدقائه الآخرين في الجانب المظلم ويأخد بيدهم ، خاصة وأن الأشرار الآن ما عادوا يرتدون حرملات سوداء أو سيوف ليزر حمراء الاضاءة...هذان الظلان لا بد أنهما ل"دارث سيديوس" ، و"دارث مول"...الأول الذي قتله "فيدر" لينقد قرة عينه "لوك" ، والثاني الذي قتله معلمه " كواي جون"
هذه هي النهاية السعيدة تماماً كقصص المغامرين الخمسة...الكل في حديقة منزل عاطف ولوزة يشربون الشاي وقطع الجاتوه ، وربما يزورهم المفتش سامي ويحييهم الشاويش فرقع عن بعد مخافة المداعبات الثقيلة لكلبهم "زنجر"
لا بد أني قد حللت اللغز...
اتسعت الابتسامة علي وجهي واخذت تتسع
وتتسع...
وتتسع...
وفجأة
انقلبت الأمور رأساً علي عقب ، ودوت طلقتي رصاص أصابتا الهدف
(ختام الجزء الثاني)
* .*.*.*
قريباً... الجزء الثالث:
"ما بعد عودة دارث فيدر"
عفواً...
كنت أمقت هذا الأسلوب الذي يجعلني انتظر من نهاية الاجازة الصيفية حتي معرض الكتاب لأعرف شيئاً أنا متأكد منه...وهو أن " أدهم" قد أطلق الرصاصة قبل عشرة من الثانية أسرع من "موشي دزرائيلي" لذا اصابت طلقته هدفها فيما اخطات رصاصة الأخير لتصيب كتف أدهم وليس قلبه
عندما اقتربت الظلال الثلاثة وأصبحت أري أصحابها أصبت بخيبة أمل
كان ذلك الموظف البدين في احدي الغرف التي لم أرها مطلقاً يستند إلي ذراعي زميلين آخرين بسبب كسر في ساقه يجعله غير قادر علي السير بمفرده ، لذا كانت خطواتهم تسير في نغمة واحدة ثقيلة تتابعها أنفاسه الثقيلة بسبب بدانته المفرطة التي تجعله يتنفس من فمه وليس أنفه...
لكن خيبة الأمل لن تثنيني عن أملي بلقائك
سوف نتقابل يا " فيدر"...
يوماً ما...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت