نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

جاء اليوم الذي عرفت فيه الحقيقة ...كانت لدي دوما شكوك ، لكني كنت أخزي الشيطان وأتأمل صورتها البريئة فتنزاح عني الوساوس ...
طالما شككت في الثلوج التي تكسو حديقة منزلها الخلفية ، وحينما تجرأت وسألتها كيف توجد ثلوج في منزل في الخليج ، ضحكن ملأ شدقيها وقالت هذا منزلنا في سويسرا ، ونجن نقضي عطلتنا الصيفية هناك
عندما أنظر إلي ملامحها وملامح شقيقها لم أكن أجد أي تشابه ، ولا حتي في الروح ، وحينما سألتها قالت ومنذ متي يشبه الفتية الفتيان ؟ ثم ضحكت ضحكتها المميزة وقالت هل تريدني أن أصبح صلعاء حتي أشبهه !!!
لكن في ذلك اليوم التعيس وبعد عشرين عاماً من الخداع منذ رأيتها للمرة الأولي علي الغلاف الخلفي لمجلة ماجد ، عرفت أنها ليست موزة الحبوبة وأن هذا ليس شقيقها رشود.
تماما كما فعل رأفت الهجان باسرائيل ، فعلت موزة بي وبألوف من أمثالي الذين تعلقوا بها منذ طفولتهم باعتبارها الطفلة المشاغبة ذات الثماني سنوات ، التي ما برحت تستغل ذكائها وفصاحتها في التلاعب بالآخرين ، وعلي رأسهم ذلك الطفل الأصلع الذي عرفناه بأنه شقيقها رشود.
زاد من حبكة القصة أنها كانت مشاركة دائمة في المجلة وعلي حد علمي لم تغب مطلقاً عن مكانها المفضل علي الغلاف الخلفي ، بل شاركت في بعض القصص التي تجمع أبطال المجلة كالفيلم السينمائي الضخم الذي ألفه وأنتجه وصوره وأخرجه مخرج الروائع كسلان جدا بعنوان 1*1=3 وشارك فيه كل أبطال المجلة علي طريقة All Stars cast .كما أنها كانت دوما تجيب علي أسئلة القراء في باب بين القارئ والأبطال .
واليوم عرفت حقيقتها ، لكن دون أن يطلعني عليها خطاب من فاعل خير مجهول ، عرفت أن اسمها الحقيقي هو نانسي وأنها شخصية كرتونية أمريكية قدمتها الرسام " ارني بوشملر" ونشرت لأول مرة عام 1933 كابنة شقيقة شخصية كرتونية أخري تدعي فريتزي ريتز ، واستمر نشر قصصها منذ ذلك الحين حتي وقتنا هذا ن وعلي الرغم من وفاة "بوشملر" عام 1982 الا أن قصص نانسي لا تزال تنشر مرسومة بأيدي رسامين آخرين.
كانت قمة شهرة نانسي في السبعينات حيث بلغ عدد الصحف والمجلات التي تنشر قصصها في نفس الوقت 880 .
واعترافاً بأهمية نانسي كشخصية كرتونية اختارتها هيئة البريد الأمريكية ضمن أهم 20 شخصية كرتونية وتم اصدار طابع بريد يحمل صورتها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حجة الحجاج... أحمد بهجت