متي تأتي يا 3/9
كان في قمة السعادة وقتها ، يعد الأيام عداً ويدعو يبتهل أن تجري الأيام بأسرع ما يمكن
كان يؤيد أن ينام ويصحو ليجد اليوم هو 3/9
أهم يوم ينتظره 3/9
أسباب كثيرة ... الضائقة المالية التي ما فتأ يعاني منها منذ سنوات ، الأبناء الخمسة الذين تتزايد مطالبهم كل يوم ، ويبقي راتبه ثابتاً
ضغوط العمل الذي تضاعف علي كاهله بعد رحيل بعض زملائه إلي شركات أخري برواتب مغرية
زوجته التي لا تكل من تكدير حياته وتنغيصها بشكواها الدائمة ، واختلاقها لمشكلات مستمرة بأسباب واهية ،والهدف هو ابعاده عنها
المدينة ذاتها التي توحشت من شدة الزحام ، وصارت قيادة سيارة في شوارعها لعنة تطارده صباح مساء ، فمن سائقين متهورين ، إلي آخرين محترقي الأعصاب يتوقون إلي تفريغ عصبيتهم في أول من يقابلهم ، وحتي المواصلات العامة تكتظ بركابها ولا تترك لأحدهم فرصة للتنفس وليس للوقوف
كل شئ ... كل شئ
الجميع يشكو ويتذمر ، وهو الوحيد الذي ليس له حق الشكوي
لذا كان حلمه هو أن يستطيع أن يتذمر بحرية ، أن يبدي استيائه علي الملأ
لكن حتي هذا الحلم لم يكن له منه نصيب
وكعادته داوي حنقه واستيائه بمزيد من الوقت في العمل ، مكتفياً بمشكلاته عن مشاكل الحياة الأخري ، ففي عمله لديه القدرة علي اتخاذ القرار ، وهو ما يفتقده في بيته وفي الشارع وفي كل شئ أخر
وعن طريق العمل ولد الأمل
قررت شركته أن تفتتح فرعاً في الخارج ، وباعتباره أحد أكفء الموظفين ، كان اسمه في طليعة المرشحين للعمل في هذا الفرع ، وعلي الرغم من انه كان يفترض ان يكون رئيس هذا الفرع ، الا انه رضي بأن يرأسه شاب حديث التخرج ، رضي لأن العمل بالخارج سيمنحه فرصة حياة جديدة ، سيحل بعضاً من ضوائقه المالية ، سيعطيه هدنة من الصراعات الحادة مع زوجته ، سيمنحه فرصة للهرب من شوارع المدينة المزدحمة وسمواتها المسودة.
ولقد سعي بكل ما أوتي من قوة كي يحصل هذا العمل ، واستحال ليله نهاراً من شدة القلق علي أن يفشل في الحصول عليه
قضي أسابيع من الأرق المستمر علي صوت غطيط زوجته ، التي لم تلحظ ما به من فرط انشغالها بالبيت والأبناء والبنات وشئونهم
وصل وقتها إلي قمة في اليأس لم يدرك يوما أنها موجودة
أن تكون في أسوء حالاتك دون أن يدرك أقرب الناس لك ،ودون أن تبذل أي جهد لاخفاء ما يمر بك عنه
وأن يكون المخرج الوحيد هو أن تجد لنفسك حياة جديدة بعيدة عنه
موقف لم يكن ليتخيل يوماً وجوده وهو طفل يري والديه متحابان رغم شظف المعيشة ، و فتي مراهق يحلم بالحب وقلبه يتفتح لمشاعر وليدة ، وهو رجل يزف إليه فتاة حسناء تاقت نفسه إليها
لكن هذا كان منذ سنين
فاليوم لم يعد هناك ملجأ إلا ذلك العمل الجديد
ومن قلب اليأس ولد الأمل
فبعد طول انتظار ابلغ رسمياً بترشيحه للمنصب ، وبتحديد يوم 3/9 للسفر
طار قلبه من الفرح ، واختفت الهالات السوداء من تحت عينيه ، واعتدل ظهره الذي انحني من ثقل المسئوليات
عاد إلي منزله ليخبر الجميع وهو في قمة سعادته
3/9 متي تأتي يا 3/9
واستحدث من لحظتها نظاماً جديداً لحياته
فكل صباح ينظر إلي التقويم ويعد الأيام المتبقية
كل صباح يشطب يوماً ويعيد حساب ما تبقي
كل صباح يزيد اشتياقه لأمله الجديد
لأمل يولد في 3/9
لكن صباح 3/9 لم يشهد استمرار النظام الجديد
لم يشهد شطبه لأخر يوم من أيام الانتظار
كانت شمس 3/9 قد طلعت
لتجد اسمه هو قد شطب من أسماء الأحياء
وسبحان من له الدوام
كان يؤيد أن ينام ويصحو ليجد اليوم هو 3/9
أهم يوم ينتظره 3/9
أسباب كثيرة ... الضائقة المالية التي ما فتأ يعاني منها منذ سنوات ، الأبناء الخمسة الذين تتزايد مطالبهم كل يوم ، ويبقي راتبه ثابتاً
ضغوط العمل الذي تضاعف علي كاهله بعد رحيل بعض زملائه إلي شركات أخري برواتب مغرية
زوجته التي لا تكل من تكدير حياته وتنغيصها بشكواها الدائمة ، واختلاقها لمشكلات مستمرة بأسباب واهية ،والهدف هو ابعاده عنها
المدينة ذاتها التي توحشت من شدة الزحام ، وصارت قيادة سيارة في شوارعها لعنة تطارده صباح مساء ، فمن سائقين متهورين ، إلي آخرين محترقي الأعصاب يتوقون إلي تفريغ عصبيتهم في أول من يقابلهم ، وحتي المواصلات العامة تكتظ بركابها ولا تترك لأحدهم فرصة للتنفس وليس للوقوف
كل شئ ... كل شئ
الجميع يشكو ويتذمر ، وهو الوحيد الذي ليس له حق الشكوي
لذا كان حلمه هو أن يستطيع أن يتذمر بحرية ، أن يبدي استيائه علي الملأ
لكن حتي هذا الحلم لم يكن له منه نصيب
وكعادته داوي حنقه واستيائه بمزيد من الوقت في العمل ، مكتفياً بمشكلاته عن مشاكل الحياة الأخري ، ففي عمله لديه القدرة علي اتخاذ القرار ، وهو ما يفتقده في بيته وفي الشارع وفي كل شئ أخر
وعن طريق العمل ولد الأمل
قررت شركته أن تفتتح فرعاً في الخارج ، وباعتباره أحد أكفء الموظفين ، كان اسمه في طليعة المرشحين للعمل في هذا الفرع ، وعلي الرغم من انه كان يفترض ان يكون رئيس هذا الفرع ، الا انه رضي بأن يرأسه شاب حديث التخرج ، رضي لأن العمل بالخارج سيمنحه فرصة حياة جديدة ، سيحل بعضاً من ضوائقه المالية ، سيعطيه هدنة من الصراعات الحادة مع زوجته ، سيمنحه فرصة للهرب من شوارع المدينة المزدحمة وسمواتها المسودة.
ولقد سعي بكل ما أوتي من قوة كي يحصل هذا العمل ، واستحال ليله نهاراً من شدة القلق علي أن يفشل في الحصول عليه
قضي أسابيع من الأرق المستمر علي صوت غطيط زوجته ، التي لم تلحظ ما به من فرط انشغالها بالبيت والأبناء والبنات وشئونهم
وصل وقتها إلي قمة في اليأس لم يدرك يوما أنها موجودة
أن تكون في أسوء حالاتك دون أن يدرك أقرب الناس لك ،ودون أن تبذل أي جهد لاخفاء ما يمر بك عنه
وأن يكون المخرج الوحيد هو أن تجد لنفسك حياة جديدة بعيدة عنه
موقف لم يكن ليتخيل يوماً وجوده وهو طفل يري والديه متحابان رغم شظف المعيشة ، و فتي مراهق يحلم بالحب وقلبه يتفتح لمشاعر وليدة ، وهو رجل يزف إليه فتاة حسناء تاقت نفسه إليها
لكن هذا كان منذ سنين
فاليوم لم يعد هناك ملجأ إلا ذلك العمل الجديد
ومن قلب اليأس ولد الأمل
فبعد طول انتظار ابلغ رسمياً بترشيحه للمنصب ، وبتحديد يوم 3/9 للسفر
طار قلبه من الفرح ، واختفت الهالات السوداء من تحت عينيه ، واعتدل ظهره الذي انحني من ثقل المسئوليات
عاد إلي منزله ليخبر الجميع وهو في قمة سعادته
3/9 متي تأتي يا 3/9
واستحدث من لحظتها نظاماً جديداً لحياته
فكل صباح ينظر إلي التقويم ويعد الأيام المتبقية
كل صباح يشطب يوماً ويعيد حساب ما تبقي
كل صباح يزيد اشتياقه لأمله الجديد
لأمل يولد في 3/9
لكن صباح 3/9 لم يشهد استمرار النظام الجديد
لم يشهد شطبه لأخر يوم من أيام الانتظار
كانت شمس 3/9 قد طلعت
لتجد اسمه هو قد شطب من أسماء الأحياء
وسبحان من له الدوام
تعليقات