...عربي أنا

خرجت للسوق ، أهرب من جحيم الأخبار ، وشناعة الصور ... أشلاء محترقة ...أطفال مشردة ، أمهات ثكلي ، وجوه بغيضة تتبجح ، وجوه عاجزة تبرر
خرجت للسوق بحثاً عن شئ لا أريده ،
خرجت لعلي أخرج من جو الاكتئاب
استوقفني رجل ذو ملامح تختلف عن ملامح أهل البلاد ، يعرض بضاعة مختلفة ، لكنه يتحدث بلسانهم
وقفت لأشاهد بضاعته المميزة ، فحياني وتحدثنا لبرهة حول بضاعته
لم أكن سأشتري منه ، لكن وضح أن سوق بضاعته راكد فأراد أن يزجي الوقت ببعض الثرثرة ، وحينما انتهي الحوار نو قبل أن أغادر حرصت علي أن أساله من أين أنت ؟
قال بكل فخر : أنا عربي
ألجمت الدهشة لساني قبل أن أقول : من أي بلد ؟
قال : تشاد
قلت : لكن تشاد ليس بلداً عربياً
قال : وهل الصومال وجزر القمر وجيبوتي بلاد عربية ؟
وأضاف : ليس معني أننا لا ننتمي للجامعة العربية أننا لسنا عرباً ، هل المصريون أو المغاربة أو العراقيون عرب ؟ كلهم كانوا شعوباً وحضارات اختلطت بالدماء العربية ، وصاروا بعد ذلك من العرب، وفي تشاد أيضا حدث ذلك واختلطت الدماء الأفريقية بالعربية ن ألا نكون نحن أيضا عرباً !!
قلت : بالتأكيد أنت عربي أيضا
ولنفسي قلت : لكن لا تسألني إن كنت أنا عربي أيضا ، فهذه الأيام ليست مناسبة كي أجيبك علي هذا ا لتساؤل بنفس القدر من الفخر الذي حملته إجابتك