شرق أوسطيون... عرب ...مسلمون... باختصار ارهابيون


شاهدت بالأمس حلقة من برنامج " تايرا بانكس" ... شد انتباهي المقدمة التي قدمت بعض الحاضرين في الاستوديو حيث كان هناك عدد من الصفوف للمحجبات ، وهو حدث لو تعلمون عظيم !!!
غالبا ماتكون حلقات البرنامج لمناقشة قضايا اجتماعية تتعلق بالمرأة في المجتمع الأمريكي ، وهي عادة موضوعات لا تثير لدي أي اهتمام ، لكن عنوان هذه الحلقة كان " أي الأعراق تتعرض لأكبر قدر من العنصرية في المجتمع الأمريكي"
ولمناقشة الموضوع استضافت " تايرا" خمس سيدات ، واحدة من أصل لاتيني ،وثانية من أصل آسيوي ، وثالثة من أصل أفريقي ، ورابعة من أصل أوروبي ، وخامسة من الشرق الأوسط
ولنتكلم عن الخامسة قليلاً فتاة مسلمة ترتدي حجاباً وزياً تنطبق عليه المواصفات الشرعية – حتي لا يظنه البعض حجاباً عصرياً كالمنتشر لدينا حالياً - يضاف إلي ذلك أن وجهها بارع الجمال مما قد يجعلها ثاني أجمل امراة في العالم – الأولي هي زوجتي العزيزة – كما أنها حملت اسماً سمعته لأول مرة ...( فلسطين)... وهو ما قد يشي بجنسيتها الأصلية.
بدأ الحوار مع كل فتاة عما تعرضت له من مضايقات عنصرية بسبب شكلها أو زيها أو لون بشرتها أو حتي لهجتها ، وعندما تكلمت ( فلسطين ) قالت أنه منذ الحادي عشر من سبتمبر لم يمر عليها يوم دون أن يصفها أحدهم في الطريق بالارهابية ، أو يطلب منها أحدهم في السوق العودة إلي بلادها ، وما إلي ذلك حتي أنها اعتبرت هذا الأمر نشاطاً يومياً .
كان الجزء الثاني من الحلقة عبارة عن تجربة شيقة ل( تداعي الأفكار ) تم خلالها احضار عشرة من الرجال والنساء من مختلف فئات المجتمع الأمريكي ، وطلب منهم اعطاء انطباعاتهم عن الفتيات الخمس علي اعتبار أن الفتيات لا يرونهم في حين جلست الفتيات خلف زجاج عاكس ، وهاكم ما قالوا عن ( فلسطين)
قالت امراة من أصل مكسيكي أن أول انطباع لها أن ( فلسطين ) من طالبان !
قالت امراةمن أصل أفريقي : أنها لو وقعت في مشكلة فسوف تستعين ب( فلسطين ) ... لأن أخوانها ارهابيون وبالتأكيد يملكون أسلحةو قنابل وسيستطيعون حمايتها !!!
قالت امراة من أصل أوروبي : لن أجلس جنبها في حافلة ... قد تفجر نفسها وتقتلني
رأي الجميع وجه ( فلسطين ) والدموع تطفر من مقلتيها وهي تجلس خلف الزجاج وتسمع هذه الآراء ، قبل أن تعود الكاميرا إلي الاستوديو لتمنح ( فلسطين ) الفرصة لتواجه هذه من قالوا هذا عنها
ردت عليهم بجملة واحده " how dare you . go and educate yourself
" كيف تجرئون ... اذهبوا وثقفوا أنفسكم "
تفاعل الحاضرون بشدة مع رد ( فلسطين ) وصفقوا لها علي هذا الرد ، لكن الفتاة الافريقية استفزها جدا الرد فانفعلت بشدة وقالت " أنتم تتعرضون للعنصريةمن بضع سنوات ، نحن نتعرض لها منذ مائتي عام"
وقبل أن تزداد حدة الجدال تدخلت ( تايرا) كي تذهب بالبرنامج إلي فاصل ، وبعده قالت أنها قطعت الجدال لكونه خرج بالبرنامج عن اطاره .
كان تعاطف ( تايرا ) مع الامريكية الافريقية واضحاً للغاية ،مما أثار استياء الحاضرات من المسلمات ، وبعد فاصل ثالث اعتذرت ( تايرا) عما وصفته بخطأ ارتكبته حينما وصفت المسلمات بأنهم ( شرق أوسطيين) وطلبت من احداهن أن تشرح الوضع ، فقامت مسلمة من أصل أفريقي وقالت أن الاسلام ديانة وليس عرقية ، وأن المسلمين من الشرق الأوسط لا يتجاوزون 15% من اجمالي المسلمين في العالم ، وأنها ليست عربية ولا شرق أوسطية ، ومع ذلك فهي مسلمة.
كان هناك جزء ثاني من البرنامج ربما نتطرق إليه في تدوينة قادمة لكن ما حدث في جلسة ( تداعي الأفكار ) كشف عن تنامي هائل في العنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة لتشمل كافة الطوائف في المجتمع الأمريكي ، ليس فقط ذوي الأصول الأوروبية ، لكن حتي اللاتين أو الأفارقة الذين تعرضوا أنفسهم للعنصرية في أسوء صورها.حتي أن ( تايرا) ذكرت احصائية بأن جرائم الكراهية ضد الاسلام تزايدت بنسبة 1600% في الولايات المتحدة في أعقاب 11/9 !!! رقم مخيف
صحيح أننا نسمع عن تنامي كراهية الاسلام في الغرب ، وأن الأوضاع صارت مثيرة للقلق بشدة ، فالفتاة الأفريقية التي وصفت من باقي المشاركين بأنها في الغالب زوجة مجرم يقضي عقوبته في السجن تعيش علي المعونة الحكومية ، والفتاة اللاتينية التي وصفت بأنها في الغالب خادمة ، لم تترددا في نعت الفتاة المسلمة بالارهابية !!!
باختصار كانت النتيجة أن مختلف طبقات المجتمع لم تر فرقاً بين العرب والمسلمين والشرق أوسطيين ، كلهم يشتركون في أنهم ارهابيون
ولا عزاء لأحد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت