دارث فيدر




كنت أقف في أخر الردهة عندما سمعت الخطوات الثقيلة في أولها
خطوات ثقيلة تسير في بطء كأن صاحبها يحمل فوق كاهله حلة معدنية ثقيلة
وكلما اقتربت الخطوات زاد ثقلها
لكن مع اقترابها تداخل معها صوت مختلف
صوت أنفاس ...أنفاس ثقيلة للغاية
هنا فقط عرفت من خلفي
انه الأمير الأسود...المقاتل الذي انقلب علي معلميه وانتقل إلي الجانب المظلم
انه صاحب " نجم الموت " وقاتل معلميه وعلي رأسهم " أوبي وان " ذاته
انه " دارث فيدر "....
.... لكن لحظة...
ماذا يفعل "دارث فيدر " هنا ؟؟ ... ما جاء به إلي كوكب الأرض من الأساس ؟؟
أليس من مجرة بعيدة جداً جداً ؟؟
هل أصبح عاطلاً بعد أن انتهي " جورج لوكاس " من الجزء السادس ، والذي هو في الحقيقة الحلقة الثالثة ؟
ما أعرفه تماماً أن " لوكاس " أقسم أغلظ الايمان أنه لن يخرج أجزاء جديدة من سلسلة الأفلام الأشهر حول العالم "حرب النجوم" وان الأمر قد انتهي ، لذا يبدو أن " دارث فيدر " قد هام علي وجهه بين المجرات ليبحث عن عمل بعد أن أحاله " لوكاس" إلي التقاعد الاجباري
والحقيقة أن " دارث فيدر " ناكر للجميل
كان حرياً به أن يقبل كفه وجهاً وظهراً شكراً علي نعمة الله
لقد كان أمره قد انتهي بعد أن حن قلبه للولد ابنه " لوك " في نهاية الجزء الثالث ( عودة الجيداي ) وقرر أن يقضي علي زعيم السيث ويقضي نحبه معه ، صحيح أنه ظهر في المشهد الأخير بصحبة خالد الذكر المعلم (يودا) ، والأستاذ الكبير ( أوبي وان ) في ثياب معلمي الجيداي ، لكن وافرحتاه لقد انفض المولد ، وانتهت السلسلة عام 1981 ، لكن ( لوكاس ) الذي هاله النجاح الساحق لفيلم جيمس كامرون عن السفينة الغارقة تيتانك ، قرردخول المعترك من جديد من خلال اصدار نسخ جديدة للأفلام الثلاثة التي صدرت منذ 1977 وحتي 1981 باستخدام المؤثرات والخدع الحديثة ، ثم فجر الفنبلة بأنه سينتج أجزاءًا جديدة ، لكنها لن تتلو الأجزاء القديمة بل ستسبقها
وعندما استعصي الأمر علي الفهم قال جملته الشهيرة " اننا لن نخبركم ماذا حصل ، ولكن لماذا حصل؟"
وهنا جاءت الفرصة الذهبية لدارث فيدر الذي انقذه "لوكاس" من مقاهي المعاشات ومتاحف "فوكس للقرن العشرين" وعاد به من جديد للأضواء ، وبعد التعديلات التكنولوجية الهائلة
عاد به إلي صورته البشرية القسيمة الوسيمة طوال ثلاث أجزاء جديدة ، لم يتحول فيها إلي صورته السوداء الكئيبة الا مع ختام الجزء الثالث ، والتي اتحفنا بها بمشهد وضع القناع وتردد الأنفاس الثقيلة ، وكأننا نسمعها لأول مرة
تذكرت وقتها كل هذا والأنفاس الثقيلة يغلب صوتها علي وقع الأقدام الأكثر ثقلاً
وتسارعت دقات قلبي وأنا أفكر...
ما جاء بك هنا يا " فيدر"
وكأنه يقرأ أفكاري ارتفع صوته قائلاً :
( لا تنس مفاتيح مكتبك ، وتعود من جديد لاحضارها)
وللأسف لم يكن "دارث فيدر " ولا حتي " جار جار بينكس"
كان حارس الأمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نانسي الحبوبة وشقيقها سلوجو

حجة الحجاج... أحمد بهجت